الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع



عادل إبراهيم حمد / فجر السودان 
 الموقف المبدئي من حمل السلاح في وجه السلطة


بعد تعدد انتهاكات الدعم السريع الخطيرة من سلب ونهب واغتصاب وتخريب ، صار بعض الكتاب والمحللين السياسيين يستدعون - للمقارنة ، أمثلة للانضباط العسكري والالتزام بأخلاقيات الحرب عرفت به حركات مسلحة رفعت السلاح في وجه السلطة الحاكمة . وقدم هؤلاء نماذج مثل سلوك مقاتلي حركة العدل والمساواة حين نفذت الحركة عملية (الذراع الطويلة)  ، كما أشار البعض لغزو الجبهة الوطنية للعاصمة وآخرون للحرب الطويلة في جنوب السودان .

المقارنة عززت ما ثبت من انتهاكات خطيرة أقدمت عليها قوات الدعم السريع - خاصة بعد أن استباحت قرى آمنة بسيطة في الجزيرة . وأكدت تبرئة مقاتلي الحركات المسلحة من سبة الاستباحة؛ لكن لابد من التنبيه أن هذه التبرئة لا تعني باي حال من الأحوال تبرير حمل السلاح في وجه السلطة تعبيرا عن المعارضة ، وأن لهذا الخيار  اثمانا باهظة من عدم الاستقرار و تشريد الآمنين من قراهم إلى معسكرات النزوح واللجوء، وتبديد أموال وموارد هائلة في الحرب بدلا من توجيهها للتنمية . 

حمل السلاح في وجه السلطة الحاكمة خيار خاطئ ولو التزمت الحركات المعارضة بالانضباط العسكري وأخلاقيات الحرب ، فالحرب هي الحرب بما تجره من مآسي .

ويزداد رسوخ هذه القناعة بالمقارنة بين مردود المعارضة السلمية والمعارضة المسلحة ، فقد أسقطت المعارضة السلمية نظام الإنقاذ بدون أن تكلف الجماهير أثمان الحرب .

لابد من موقف واضح من تنظيمات المعارضة السلمية ضد خيار حمل السلاح - ولو كانت الحركات المسلحة منضبطة ؛ لأن اي موقف آخر يجعل خيار حمل السلاح مبررا لو حمل آخرون السلاح في وجه حكومة ديمقراطية  - كما حدث بالفعل عندما واصلت الحركة الشعبية شمال - حملها للسلاح بعد إسقاط الإنقاذ ، بل حتى بعد زيارة حمدوك ل (كاودا) ..

فماذا  هو فاعل اذا أسقطت الحركة الشعبية (كادقلي) ؟

هل يسحب منها صفة (الكفاح المسلح) وهل يسحب من عبد العزيز الحلو وصف (المناضل) ؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال